مزج بين طريقة "سيتوين" و"أبي تمام" معًا، ونلمح في كل هذا أن للشعر الإنجليزية منزلة هامة في نفسه".
وربما كان من الغريب أن تحتل "إيدي سيتون" كل هذه المكانة من نفسه؛ فإنها شغلت نفسها طويلًا في العناية بالإيقاعات الصوتية، وهي مغموسة في النفس الطيار الديني، وتستمدّ كثيرًا من صورها من قصة المسيح، وتعد بعضُ صورها أشدَّ غَرَابة من صور "لور لوك" ولكن الجواذب التي ربطت "السياب" بشعرها كانت متنوعة؛ فقد كان يريد منبعًا غير "إليوت" الذي حاول "البياتي" أن يحاكي بعض نماذجه, ولهذا فهو يرجع على إقراره بعظمة "إليوت" أن ينفي عن نفسه تأثره به كي لا يرد هو و"البياتي" موردًا واحدًا.
وقد أعجبه في شعرها ذلك الفزع الذي تغلغل فيه بسبب الحرب، وتفجير القنبلة الذرية ففي هذه المرحلة قل احتفاؤها نسبيًّا بموسيقى الألفاظ, كذلك كان يجمعه بها رابطة أخرى هي حاجة الاثنين إلى التركيز، وشغفها بترصيع القصائد بالدلالات الأسطورية، لا اتخاذ المبنى الأسطوري محملًا للقصيدة كما يفعل "إليوت".
ولما كانت نواحي التلاقي بينه وبين تلك المرأة الشاعرة كثيرة؛ فإنه تحد عنها دائمًا في إجلال بالغ، وذهب يعلوا بها في شيء من المباهاة، أنه تأثر طريقتها في الشعر، وقارنها دائمًا بـ"إليوت" ليقول: إن الشعر الإنجليزي الحديث عرف شاعرين عظيمين لا واحدًا.
ولم يَقِفْ تأثير "سيت" عند المرحلة التي نتحدث عنها، بل تجاوز للمرحلة التالية وهي التي جعلته شغوفًا بالقصة قابيل يرددها في مناسبات عديدة، وعنها أخذ صورة التقابل الرمزي بين السنبلة والذهب النضار: