التهكم فمها الباسم, امرأة في جلباب أبيض نطق الحنان في عينها الدامعة, امرأة ترفرف بالأرجوان في صدرها للشهوات نار تتأجج, ثلاث نسوة يندبن تموز يسألن الفجر: هل عاد يا ترى هل عاد؟ رأيته في باريس مدينة النور يحيي الليالي على نور سراج ضئيل، رأيت بنات تموز نسوة الخيال يطفن حوله في سميرات باريسيات، ورفيقات أمريكيات يزده بهجة, شوقًا, ألمًا, وجدًا, البيضاء الجلباب تفتح له أبواب الفن والجمال, السوداء الثوب تقلب صفحات قلبه تطويها بأنامل ناعمة باردة, الأرجواني الوشاح تقف بين الاثنتين أفرغت الكأس إلى آخره".
والملاحظ أن "الريحاني" قد يستخدم القافية في بعض النصوص وينثرها بحرية على السطور الشعرية، ورُبّما لا يستخدمها بتاتًا بل ربما استغنى عن الوزن والقافية تمامًا، وقد استعمل مصطلح الشعر المنثور لهذا اللون من الكتابة.
وهناك كتاب عربٌ آخرون ساروا في هذا السبيل أو في سبيل يقاربه منهم "مصطفى لطفي المنفلوطي" و"مصطفى صادق الرافعي" مثلًا, كذلك كان للشعر الإنجليزي تأثيره في مجال "الشعر الحر" إذ يحكي "علي أحمد باكثير" -رحمه الله- أنه أثناء دراسته للأدب الإنجليزي في كلية الآداب "بجامعة فؤاد الأول" وهي "جامعة القاهرة" حاليًا، سمع أحد الأساتذة الإنجليز في الكلية يقول: "إنّ مرونة اللغة الإنجليزية هي التي مكنت الشعراء الإنجليز من تطوير الشعر وتطويعه لأغراض وفنون مختلفة كالمسرحية، وإن جمود اللغة العربية هو الذي حال دون تجديد الشعر العربي" فاعترض "باكثير" على كلامه بقوله: "إن المشكلة ليست في اللغة العربية بل في الشعراء الذين لا يزالون يتمسكون بالقافية".
ثُمّ ذَهَب وانكب على مسرحية "شكسبير" المعروفة "روميو وجولييت" حتى فرغ من ترجمتها في شعر متحرر القافية، اعتمادًا على بحور الشعر الصافية، وهي