البحور التي تتكون من تفعيلة واحدة، وهذا ما يُسمى "بالشعر الحر" وهو الشعر الذي كان من نظامه "السياب" و"نازك الملائكة" و"صلاح عبد الصبور" و"أحمد عبد المعطي حجازي" وغيرهم كثير.
ولنقف من هؤلاء عند "السياب" الذي دخل دار المعلمين العالية ببغداد من عام 1943م: 1948م، والتحق بفرع اللغة العربية ثم الإنجليزية حيث أتيحت له الفرصة للإطلاع على الأدب الإنجليزي, ولقد اتسم شعره في الفترة الأولى بالرومانسية، وكان ينظم الشعر مع تنويع القافية, وفي عام 1947 ميلادية أصدر ديوانه "أعاصير" الذي حافظ في على الشكل العمودي مع الاهتمام بالقضايا الإنسانية, ثم ظهر تأثره بالشعر " t s l" و " t d wan" " أزهار وأساطير" وظهرت محاولات أولى في "الشعر الحر".
وبداية الخمسينات قصر "السياب" كل شعره على ذا الشكل الجديد كما في قصائد "الأسلحة والأطفال" و"المومس العمياء" و"حفار القبور", ومع بداية الستينات نشر السياب ديوانه "أنشودة مطر" واحتل موقع الريادة بفضل تدفقه الشعري, ومن سمات شعره ما نلاحظه من استخدامه الأساطير البابلية والإغريقية، وقد ذكر بعضهم أنه عقب الحرب العالمية الثانية تعرفت مجموعة من مثقفي العراق على نماذج متنوعة من الشعر الإنجليزي وأساليبه وأبنيته، وخصوصا شعر "توماس إليوت" صاحب قصيدة "أرض الخراب" و"جل أيتون" و"اديل ستويل" و"روبرت فوست" وكذلك "ولت ويتمان" صاحب أهم مجموعة في تاريخ الشعر الأمريكي "أوراق العشب".
وقد تركت هذه النماذج الشعرية تأثيرًا عميقًا في نفوس الشعراء الشباب، وجعلتهم يتفتحون على أفق فني لم يعهدوه, وهكذا كتب الشاعر العراقي "بدر