وفي قصيدة مطولة تحمل عنوان "عين" يطوف الشاعر في مشاهد من التاريخ والتراث الإسلامي، يعرضها علينا مستخلصًا منها العبر والدروسَ، وهنا أيضًا يجدر أن نلاحظ: أن العنوان المأخوذ من اللغة العربية يشير إلى العين الداخلية أو البصيرة، في المشهد الأول ينقلنا الشاعر أمام كهف حِراء المغطَّى بنسيج العنكبوت، وتتوالى المعاني والأفكار، ويتذكر الشاعر ساكن ذلك الغار -عليه الصلاة والسلام- وصاحبه، ويدعونا لمشاركته الدهشة والدفء والحب التي تثيرها في النفس تلك المشاهدة:
النبي الأمين سكن هنا
وكذلك أبو بكر الصديق الذي أحبه حبًّا عظيمًا
إن أصداء رحيل النبي لا تزال تتردد في دروب المدينة
مدينة النور تداعبني
وأقف مأخوذًا أمام الألحان الدافقة
في المقطع الثاني تطالعنا قصة آسيا زوجة فرعون المؤمنة، وفي الثالث ننتقل إلى مشاهد من حياة رابعة العدوية، أما في المقطع الرابع فيسرد علينا الشاعر قصةَ أهل الكهف:
إذا كانوا قد ناموا ثلاثمائة بأمري إذًا ما الحاجة للمنطق؟
أما المقطع الخامس فيروي مشاهد من حياة النبيين الكريمين إبراهيم وموسى -عليهما السلام- وفي المقطع السادس مناجاة يرفعها الشاعر إلى الذات العلية:
يا رب
تقبل تلك النجوى التي تنشدها روحي