العلاقةَ الوثيقةَ التي يرى أنها تربطه بالخالق الرحيم، الذي يحفظه من الويلات ومن الانحراف، وتمتلئ القصيدة بالرموز الموحية، وغني عن البيان أن العنوان المأخوذ إما من أوائل سور الحواميم أو الكلمة العربية "حم" بمعنى الصديق والخليل، هذا العنوان مشحون بالإيحاءات الروحية:

عاد المسافر بعد سنوات من الترحال إلى قريته سالمًا

ولم يعطب فيه عضو

بل على العكس لقد ازدادت خبرته

فالمسافر هو الشاعر نفسه الذي طوَّف في الآفاق الروحية والعالمية، وعاد إلى موطنه أو ذاته سالمًا، وهو يرى الفضل في ذلك لله -عز وجل- ولرحمته ولطفه:

يا من أنت هو اللطيف

أنت حميتني

ولذلك لم تأكلني السباع الجائعة والثعالب الوحشية

والشاعر رغم اتضاعه كمخلوق، فإن الله قد وهبه التكريم والرفعة بمنحه الحب الذي يربط قلب الشاعر إلى الذات العلية:

مع أنني لا أعدو أن أكون ذرة

فهذا حبي الذي تنفخ أنت فيه الروح والإيمان

ويختم الشاعر قصيدته برؤية نور الله في كل شيء:

في ومضة النور ليس هناك إلاك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015