حروفه على الثمانية والعشرين على عشرين بيتًا، يبتدئ كل بيت منها وينتهي بالحرف نفسه، كما لم يجاروا المعشرات وكلاهما درب من الشعر الأندلسي المستحدث، كان من أبرز شعرائه في الأندلس الفازاري ومالك ابن المرحل.
على أن الدرب الذي أكثروا من ممارسته والقول فيه، إنما هو المخمسات أو التخميس، فلقد أثرت لهم فيه نماذج كثيرة وقصائد وفيرة، نذكر من ذلك هذه المقاطع من تخميس الشاعر مصطفى ابن الحاج عثمان من قصيدة عبد الله بن فودي الحائية التي يقول فيها:
ألا يا خليلي صدقتك الروائح ... علمت يقينا هيجتك النصائح
ولكن لهت عنها النفوس الجوائح ... طربت فأشجاني الطيور الكوالح
وفرحني منها الغيوث الروائح ... ضحكت فأبكاني غراب يصايح
سررت فأشجاني الطيور النوائح ... مرضت فأشجاني الفحول النواطح
وخوفني أيضا دياب بوارح ... وأمنني منها الظباء السوابح
وهو تخليص طويل أحاط فيه بأبيات قصيدة نفوز المشهورة.
ومن الذين أكثروا في صياغة هذه التخميسات الشيخ أبو بكر عتيق في ديوانه هدية الأحباب والخلان، فله فيه تخميس تحت هذه العناوين ترحيب وتوديع، الغرر البهية في استعطاف خير البرية، مفاتيح الأقفال في التوسل لأكابر الرجال، المواهب الأحادية في مدح الحضارات المحمدية، المدد الرحماني في مدح سيدي أحمد التيجاني والتوسل إلى الله به وبأكابر أصحابه ذوي القرب والتدالي، ومن