شعراء نيجيريا المتأخرين الذين عالجوا هذا اللون من أشكال الشعر أعني المخمسات، الشاعر محمد الناصر كبر، قال رضي الله عنه مخمسًا قصيدة الشيخ أبي بكر عتيق: سنكة كنوه المعنونة بالأحادية في مدح الحضارات المحمدية:
يا أشرف الخلق يا أعلى الورى عرف ... يا أكرم الخلق يا أسمى الورى شرفا
يا أعظم الخلق يا أوفاهم مغترفا ... يا رحمة الله يا من قد رمى فصفا
ونال ما ليس يدريه الذي وصف ... أتى ببابك المضطر مرتجيا
الناصر كونوي يشدوك مستحيا ... يقول ما قال عتيق منك مجتزيا
أذكى صلاة وتسليم عليك أيا ... مشكاة مصباح رب العرش يا صدفا
وخلاصة ما لاحظناه عن طبيعة الألفاظ والتعابير المستعملة في شعر هذا الاتجاه، أن شعراء هذا الأفق مالوا في غالب النتاج الشعري بما عرف من رسائلهم العقائدية في الإبلاغ والإيصال، إلى البعد عن التصعيب في تناول الألفاظ، وجنحوا إلى استعمال المأنوس من التعابير التراكيب، وهذا لا يعني بالطبع وجود بعض القصائد الحوشية الغامضة، التي مال فيها أصحابها إلى الإغراب والتعمق قصدًا منهم، لإظهار مخزونهم اللغوي أو مجارة الفحول من الشعراء على نحو ما نقرؤه في قصيدة للشيخ عبد الله بن فودي "الجيمية والحائية". أو في بعض قصائد الأمين محمد البخاري وخاصة قصيدة "السينية".
وقد حرص هؤلاء الشعراء على أن يزينوا أشعارهم في مختلف الأغراض بالتصوير البلاغي الذي يزيد الشعر وضوحًا، ويضفي على لوحاته رونقًا،