تعيش في ظروف التقاليد القاسية، وكان محرمًا عليها أن تكشف وجهها أمام شخص غريب، وأن تكلم أحدًا غير زوجها.

وبعد شهر من زواجهما احتاجت أن تخيط لها ثوبًا، فخرجت إلى السوق لشراء القماش، بعد أن سمح لها زوجها بذلك شرط أن ترافقها خادمة في جولتها، ودخلت أمينة مع الخادمة دكانًا يملكه شاب صغير السن وسيم الوجه، وكان الكلامُ يجري مع الخادمة لأنه كان محرمًا على أمينة أن تكلم أحدًا غريبًا، وقد اختارت أمينة قماشًا أعجبها، غير أن غلاء سعره أحدث بعض الصعوبة في شرائه؛ فقد فرض البائع الشاب هذا السعر الخيالي لكي يساوم مع أمينة، وقبل البائع فيما بعد تخفيض سعر القماش لقاء قبلة من وجنة أمينة.

وقبلت أمينة أن تمنح البائع قبلة لقاء تخفيض السعر، فتلفت بعباءتها وقدمت خدها للقبلة غير أن البائع الشاب بدلًا من أن يقبلها، ضغط بأسنانه على خدها فانبجس منه الدم، وقد حاولت أمينة عبثًا إخفاء أثر العضة لإبعاد الشك، وجعلت الغيرة تنهش في صدر الزوج، وأمر عبده بقطع رأسها، وقد حالت توسلات النسوة والجيران دون تنفيذ الأمر.

وأراد الزوج أن تبقى ذاكرة أمينة معلقة دائمًا بالجرم والخيانة؛ فأمر بضربها بالسوط حتى ترك آثارًا في جسدها، وقد تأثر جوته بقصة الأمير حبيب، والأميرة دُرّة، ونسج على غِرارها أحداث مسرحية "فاوست" الجزء الثاني والأمير حبيب صبي حاد الذكاء، تولى تعليمه معلم فقيه، وعندما بلغ حبيب السابعة كان يتقن الفقه واللغة، إتقانًا جيدًا، ودرس التاريخ وتعلم فن الشعر وأصوله.

وفي أحد الأيام اضطر المعلم إلى السفر؛ فودع تلميذه الصغير حبيب، فبكى حبيب على فراق معلمه، وجاء بعد يوم معلم آخر، لا يقل اطلاعًا ومعرفة عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015