المعلم الأول، وبعد فَترة قصيرة غادر هذا المعلم تلميذه حبيب مستأذنًا بالسفر لإنجاز مهمة عائلية، وقبل أن يودعه قال له: إنك ستجتاز يا حبيب مخاطر كثيرة، وتَمرُّ بك مصاعب جسيمة، ستهزك وسيكون الثمن تضحيتك، وصبرك عليها هو زواجك من الأميرة درة حاكمة إحدى المقاطعات في العراق.
ثم نشر بعد سنوات رواية تلمذت "وليم مايستر" في ثلاثة أجزاء، وهو تصور نضال الطبقة "البرجوازية" المثقفة في سبيل خلق مسرح وطني في ألمانيا، غير أن اليأس يستولى على وليم؛ فيترك ألمانيا، ويُهاجر إلى أمريكا، أثناء حرب الاستقلال؛ لانضمام إلى المحاربين الجنوبيين، ثم الحصول على العمل هناك.
ولعَلّ الجُزء الثاني من الرواية "تجوال وليم مايستر" يتفق كل الاتفاق مع محتوى قصة علي الجوهري من قصص ألف ليلة وليلة، وسيرة علي الجوهري مشابهة لسيرة "وليم مايستر" في بعض الجوانب؛ فهو أيضًا جوال ومكافح، وداعية الإصلاح ومغامرٌ يَجُوب الأصقاع دون خوف أو وجل؛ فهو يسعى لتحقيق مطامعه؛ فيخفق في كثير الأحيان، ويحالفه النجاح في بعضٍ منها؛ فيخرج في النهاية منتصرًا على الفشل والمصاعب.
وكتب جوته قصيدة تحت عنوان "دير شاتس بلابر" حفار الكنز؛ استوحاه من حكاية علي بابا والأربعين حرامي، وهي إحدى قصص ألف ليلة وليلة، ويقول فيها: أقضي أيامي الطويلة معدمًا متيمًا، أتَجَرّعُ الفَقر ضِيق أيامي، وأحلم في الثّراء بأيام آمالي، ولما أعياني الألم، ذهبت للبحث عن الكنز المفقود؛ ممنيًا نفسي بالرخاء، وحفرته حتى عفر ترابه دمائي، وتجولت في كل الأصقاع، حاملًا