- حاول الكاتبان إبراز مقدرة الإنسان في التأقلم مع الطبيعة والحياة دون معين، لكن ابن طفيل كان هدفه رمزيًّا يتمثل في إبراز مقدرة الإنسان على التطور ماديًّا وروحيًّا دون شرائع مسبقة، أما ديفو فلم يكن هدفه سوى عرض جانب المغامرة، بما تنطوي عليه من تصعيدٍ قصصي وتشويق.
- لقاء حي بآسال كان لقاءً نديًّا بخلاف لقاء "روبنسون بفراي داي" الذي كان لقاء مصلحة ومنفعة.
- في رواية "حي بن يقظان" تكثر الأفكار الفلسفية، مما أضعف عنصر التشويق والإثارة، على عكس رواية "روبنسون كروزو" التي اتسمت بالإحكام الفني.
- الجانب المهم في شخصية حي هو التأمل، أما في شخصية "روبنسون" فهو الاكتشاف وبناء السلوك وفقًا لهذا الاكتشاف.
- تحدث ابن طفيل في الرواية بضمير الغائب، أما رواية "دانيال ديفو" فقد كُتبتْ بضمير المُتكلم مما أعطاها واقعية أكثر.
- رواية ابن طفيل رواية عقلية فكرية؛ ليس فيها وجود للعناصر الاجتماعية الأندلسية أو الأسبانية بخلاف رواية "ديفو" التي تمجد الحياة الاجتماعية، وصراع الإنسان عبر العمل للسيطرة على الطبيعة.
وهنا يطرح المحاضر السؤال التالي: هل أثرت رواية حي بن يقظان في "روبنسون كروزو"؟ ليجيب موضحًا أن الترجمتين اللاتينية والإنجليزية لرواية حي بن يقظان قد ظهرتا قبل إصدار "ديفو" روايته بأكثر من عشرين سنة، فمن المحتمل إذًا أن يكون "ديفو" قد اطلع على عمل ابن طفيل، وهو أمرٌ قد يؤكده اهتمام الأوربيين عمومًا بالثقافة العربية آنذاك.