ثم محاولته التأقلم مع حياته الجديدة مستغلًا كل ما حوله من موجوداتٍ في تدبير مأكله، وصنع ملبسه، ثم تخليصه بعض العبيد من يد جماعةٍ من آكلي لحوم البشر، وتعليمه العبد "فراي داي" اللغة الإنجليزية، ومبادئ النصرانية.

بعد ذلك يورد الباحث أوجه الاتفاق بين "حي بن يقظان" و"روبنسون كروزو" على النحو التالي:

- رمى القدر كلًا من حي و"روبنسون" في جزيرة لا حياة فيها لبني البشر.

-اضطر كلًا منهما أن يتأقلم مع حياته مستخدمًا أدواتٍ بسيطة؛ ليحمي نفسه.

- يلتقي حي بآسال، ويلتقي "روبنسون بفراي داي" فيعلم آسال حيًّا الكلام، ويُعلم "كروزو فراي داي" اللغة الإنجليزية ومبادئ النصرانية.

- حاول ابن طفيل أن يؤدي عبر "حي بن يقظان" رسالة مفادها أن الإنسان قادر بفضل حواسه وعقله، وحدثه الوصول إلى حقائق الكون كلها، ومعرفة الله بعقله المحض دون الاستعانة بالأديان، أما "دانيال ديفو" فأراد إيصال رسالة مختلفة بعض الشيء.

- تتفق القصتان في كثير من الجوانب الفنية، وفي تعليل الحدث، واعتماد الحوار الداخلي، وتصوير شخصية نامية متطورة.

ثم يسرد المحاضر أوجه التباين بين الروايتان، وهي كما يلي:

- وصل حي إلى الجزيرة وعمره لم يتجاوز اليوم الواحد، على حين وصل "كروز" إليها وهو شاب؛ فتأقلم الأول مع واقعه ذاتيًّا وبالفطرة، فيما استخدم "كروزو" خبراته السابقة في عملية التأقلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015