أما الأدوات، أدوات التحليل والتذوق والنقد وإصدار الحكم على العمل الأدبي، فتلك ستكون نافعة لأدبنا، وإنني أظن أننا نظلم أدبنا العربي القديم بعامة, والجاهلي بخاصة, إن نحن أخضعناه إخضاعًا أعمى بلا قيد أو شرط وبلا تحفظ لهذه المناهج والمذاهب؛ لأننا عندئذ سنتمحك ونحاول أن نحشره أحيانًا في قوالب لا يدخل فيها ولا تناسبه، قد يفقد نكهته الخاصة المميزة.
وثَمَّة أمور ينبغي للنقد الحديث والناقد أيضًا أن يتنبه إليها عند دراسة الشعر الجاهلي:
1- إن الشعر الجاهلي عميق الصلة ببنية اللغة.
2- أن يقرأ الشعر قراءة مسموعة منغمة حسب إيقاعها.
3- أن يلاحظ الرمز عند الشعراء الكبار.
4- إن الشعر هو ميثولوجيا الجاهلية.
5- أن يلاحظ الملاحم فيه.
6- أن يلاحظ الصراع الميتافيزيقي بين الإنسان والطبيعة الصحراوية.
7- أن يلاحظ معركة الشاعر مع الدهر, وأن الحماسة توكيد لا شعوري ضد الدهر.
8- أن يلاحظ التطرف في الكرم والفخر.
9- إن المبالغة هي بلاغة المعاناة الجدية.
10- الفتوة هي السبب الناتج عن هدم فتوة الإنسان بالعدم.
ويخلص الدكتور عفت الشرقاوي1 القضايا التي تثار في الدراسات النقدية الحديثة بأنها: إما قضايا تتصل بقضايا الثقافة العربية التي نشأ فيها هذا الأدب, وإما قضايا متصلة بتوثيق نصوص هذا الأدب وتفسيرها تفسيرًا أدبيًّا حديثًا.
وفي ندوة عدقتها مجلة "فصول"2 بعنوان: "مشكلة المنهج في النقد العربي المعاصر" اشترك فيها كلٌّ من الأساتذة: شكري عياد، وعبد المحسن بدر، وبدر الديب، وصبري حافظ، وعز الدين إسماعيل، وجابر عصفور، ومن الآراء التي طرحهات المشتركون فيها:
1 إعادة تقييم المسلمات الأدبية السائدة في فترة معينة، بحيث تتوافر لكل فترة