من تاريخنا الأدبي عملية بناء لا ترتكز على ما هو قائم فقط، ولكنها تتضمَّن أيضًا إعادة تقييم لسلم القيم الأدبية السائدة في لحظة تاريخية معينة.
2- من روافد عملية إرساء القيم أن يخلق النقد تيارًا من الأفكار والرؤى الجديدة، بإقامة حوار مع الثقافات الأخرى، ولا يقتصر على التراث الثقافي, بل يمتد إلى الثقافات الإنسانية، والاتجاهات النقدية المختلفة.
3- إذا كان المنهج النقدي جزءًا من واقع أدبي معين, فكيف يمكن فرضه على واقع أدبي آخر كالأدب العربي الذي له مشكلاته الخاصة؟
4- يقف الناقد العربي موقفًا بالغ الحرج، فالصورة الغربية الملاحظة الآن أنَّ كل ناقد يقف عند المدرسة التي درسها وقت إن كان في البعثة مثلًا، ولا يستطيع بعد ذلك التعامل مع بقية المناهج المطروحة الأكثر حداثة, فمتى يتوقف الناقد, وتتكون لديه رؤية للعالم، فيعكف في وعي على تراثه، ويفحص في الوقت نفسه وبوعي أيضًا، وانطلاقًا من أرض ثابتة تلك المناهج، وأن يختار ما يجده أفضل وأكثر ملائمة لحل مشكلات الواقع الأدبي والنقدي كخطوة نحو حلّ مشكلات المجتمع بشكل عام.
5- هل يكتسب أي منهج من المناهج الأوربية طابعًا محليًّا نشأ نتيجة ظهوره استجابة لمقتضيات واقع أدبي بعينه في بيئة بعينها؟ أم أنه في اللحظة التي أصبح فيها منهجًا خرج عن حدود محلية، فأصبح أداة صالحة للاستخدام والتعامل مع أيّ أدب, في أي عصر, لدى أي شعب من الشعوب؟
6- يعاني النقد من عدم الاستمرارية والتراكم، فكل باحث لا يحاول أن يتجاوز جهود من سبقه من الباحثين فحسب، بل إنه يسقط هذه الجهود كلية باعتبار أن الحلول التي يطرحها الواقع ومساهمات مثقفي هذا الواقع، هي أصلًا ظل للثقافة الأجنبية، فيحاول أن يأتي هو الآخر بحلول خارجية أكثر حداثة.
7- لم يحقق النقد حتى الآن متابعة جزئية للأعمال التي تصدر، ولم نستطع تحقيق ذلك خلال الخمسة والعشرين عامًا الماضية، فنحن نعاني أزمة نقد.
8- الناقد ينقل فهمه لمنهجٍِ ما من خلال ثقافته الخاصة، ومن خلال رؤيته الخاصة, فإذن ليس لدينا منهج بنيوي مثلًا، وإنما عندنا فهم مصري للبنيوية