وتكشف بحوثه التي نشرها أنه التزم بالمنهج التكاملي، ولكنه أفاد من المناهج كلها بنسب متفاوتة, ففي بحث له موضوعه: "مدخل إلى دراسة المعنى بالصورة في الشعر الجاهلي، بحث في التفسير الأسطوري"1 يصرح في بحثه هذا بأنه تجاوز الحسية والغرض ووحدة البيت الجزئية التي ما زالت الدراسات التقليدية تتابعها، وطرح بدائل لها أكثر شمولية, فربط الشعر الجاهلي بالتجربة الوجدانية للإنسان العربي القديم, حتى أصبح الحس روحًا، والغرض حدثًا, والوحدة الجزئية بناءً دراميًّا تتفاعل على داخله المتشابهات والمتنافرات لتشكل وحدة نموذجية جذرية, يلتقى فيها الواحد بالمتعدد, والذات بالمجموع، والخاص بالعام، ويقرر بأن الصورة الشعرية الجاهلية هي ابنة العقلية الجاهلية ذات الاستراتيجية الروحية في تعاملها مع الأشياء، لذا كانت منابعها هي المنابع الجاهلية التي شكَّلت الأصنام الوثنية والشعائر الدينية, ثم الممارسات السحرية والحكايات الخرافية.
ولإحسان سركيس2 سبيل أخرى لدراسة الأدب الجاهلي, فهو يقول: "وسبيلنا المضي مع الباحثين الجادّين في ماضيهم عن قوام الذات، وعن تعبيرٍ مطابق للمرحلة التي يعيشونها, وذلك بأن تنتخل في ضوء مفاهيم العصر من تراثنا ما يعبِّر عن حقيقة حضارتنا, وما يزال يحتفظ بغنى التعبير المطابق لحقيقة ذلك الماضي والمسعف في استمراريته، وأن نضعه في إطاره التاريخي بوعي وشعور جديدين من خلاف موقف يقدر المسافة الزمنية التي تفصلنا عن الماضي والعدسة الكبيرة التي تقربنا منه.. ولا يتم ذلك إلّا بمعايشة وتحسّن عمق التجربة الحضارية والإنسانية التي رافقت المجتمعات العربية, والروح التي كانت تعمرها من خلال التعبير الأدبي الذي كان أوضح في مجاله من دنيا الفكر، وهي روح عربية كانت تعيش مخاضًا مستمرًّا لتعبر عن ذاتها اجتماعيًّا".