بالدراسة التحليلية, والاتكاء فيها على بعض النظرات مما عسى أن يكون مفتاحًا إلى العالم الشعري في القصيدة.
أما نقطة الانطلاق عند بنت الشاطئ1 فهي التفرقة بين تراثنا الأدبي وبين أحكام مؤرخيه وآراء ناقديه.
وفي "قراءة جديدة لشعرنا القديم" لصلاح عبد الصبور2, يعرض لنا تجربة قارئ للشعر العربي يحب هذا الشعر؛ لأنه جذوره الممدودة في الأرض، ويصدر عنه فيما يكتب، يطمع أيضًا أن ينظر في هذا التراث نظرة بريئة جديدة ترى الجمال حيثما وجد بمقياسها العصري، فلا يأسرها حكم سابق، وتحاول أن تستشف ما وراء هذا الجمال من ظاهرة اجتماعية، أو تيارٍ نفسي، أو إحساس عام.
ويرى الدكتور محمود الجادر3 أن المنهج المؤهل لفهم القصيدة الجاهلية باستلهام خصوصية الظرف الذي انبثقت عنه، واستقصاء الأرضية الفكرية الثقافية التي ظلَّت ترفد الأعمال الإبداعية ببعض مقوماتها، فضلًَا عن دراسة آفاق الطموح التي ظلَّ العمل الإبداعي مشدودًا إليها, فمن خلال المنافذ وحدها نستطيع أن نطل على عالم فسيح يحدد أبعاد هذه الأنماط الخالدة من الأعمال الإبداعية الملهمة في تراثنا الفكري الأصيل.
وأما الدكتور كمال أبو ديب4 فقد رفد المكتبة الجاهلية ببحوث كثيرة درات كلها حول منهجه الذي ارتاده في الشعر العربي, وهو المنهج البنيوي, سنعرض له بالتفصيل في موضعه من مناهج دراسة الأدب الجاهلي, ولكنه يرى وجوب اكتناه القصيدة من حيث هي بنية كلية دالة، تفعل وحداتها المكونة بطرق يمكن اكتشافها مجسَّدة طريقة فردية في معاينة الواقع، وصورةً للعالم قائم في لحظة الخلق في وعي الشاعر.