قال الإمام الغزالي -رحمه الله تعالى-: بلغنا عن الأستاذ أبي إسحاق الأسفرايني -رحمه الله تعالى- وكان من الراسخين في العلم العاملين به أنه قال: دعوت الله سبحانه ثلاثين سنة أن يرزقني توبة نصوحاً ثم تعجبت في نفسي فقلت: سبحان الله حاجة دعوت الله فيها ثلاثين سنة فما قضيت إلى الآن، فرأيت فيما يرى النائم كأن قائلاً يقول لي: أتعجب من ذلك أتدري ماذا تسأل الله؟ إنما تسأل الله سبحانه أن يحبك، أما سمعت قوله جل جلاله: (إِنَّ الله يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) (البقرة:222) أفهذه حاجة هينة.
فانظر إلى هؤلاء الأئمة واهتمامهم ومواظبتهم على صلاح قلوبهم والتزود لمعادهم، فناقش نفسك وحاسبها وسارع إلى التوبة بادر فإن الأجل مكتوم والدنيا غرور والنفس والشيطان عدوان، وتضرع إلى الله سبحانه وابتهل إليه واذكر حال أبينا آدم -عليه