وَيومٍ مُظْلِمٍ لَبَنِي تَمِيمٍ ... جَلَوْنَا شَمْسَهُ وَالْكَعْبُ عَالِ
نُحِبُّ الْمَجْدَ قَدْ عَلِمَتْ مَعَدٌّ ... وَنُغْلِي الْمَجْدَ إِنَّ الْمَجْدَ غَالِ
دَعَتْنَا الْحَنْظَلِيَّةُ إِذْ لَحِقْنَا ... وَقَدْ حُمِلَتْ عَلَى جَمَلٍ ثِقَالِ
فَأَدْرَكَهَا وَلَمْ يَعْدِلْ شُرَيْحٌ ... وَأَعَوَجُ عِنْدَ مُخْتَلِفِ الْعَوَالِي
فَغِرْنَا أَنَّ غَيْرَتَنَا كَذَاكُمْ ... إِذَا بَرَزَ النِّسَاءُ مِنَ الْحِجَالِ
مَتَى نَأْسِرْ وَنُؤْسَرْ فِي أُنَاسٍ ... وَيُوجَعْ كُلَّمَا عَقْدِ الْحِبَالِ
فَنَحْنُ الذَّائِدُونَ إِذَا بُدِئْنَا ... وَلا يَرْضَوْنَ مِنَّا بِالْبِدَالِ
فَدَعْ قَوْمِي وَقَوْمَكَ لا يُسَبُّوا ... وَأَقْبِلْ لِلتَّمَجُّدِ وَالْفِعَالِ
كِلانَا شَاعِرٌ مِنْ حَيِّ صِدْقٍ ... وَلَكِنَّ الرَّحَا فَوْقَ الثِّفَالِ
وَحَكِّمْ دَغْفَلا نَرْحَلْ إِلَيْهِ ... وَلا تُرِحِ الْمَطِيَّ مِنَ الْكَلالِ
تَعَالَ إِلَى النُّبُوَّةِ مِنْ قُرَيْشٍ ... مَنْ عَلا شُعَبَ الرِّحَالِ
وَإِلا فَاعْتَمِدْ سُوقًا كِرَامًا ... يُفَضَّلُ فَوْقَ سَجْلِكُمُ سَجَالِي
تَعَالَ إِلَى بِنِي الْكَوَّاءِ يَقْضُوا ... بِعِلْمِهِمُ بِأَنْسَابِ الرِّجَالِ
تَعَالَ إِلَى ابْنِ مَذْعُورٍ شِهَابٍ ... يُخَبِّرْ بِالسَّوَافِلِ وَالْعَوَالِي
وَعِنْدَ الْكَيِّسِ النَّمَرِيِّ عِلْمٌ ... وَلَوْ أَمْسَى بِمُنْخَرَقِ الشَّمَالِ
كَأنَّ قُدُورَ قَوْمِيَ كُلَّ يَوْمٍ ... قِبَابُ التُّرْكِ مُلْبَسَةُ الْجَلالِ
أَمَامَ الْحَيِّ تَحْمِلُهَا أثَافٍ ... مُلَمْلَمَةٌ كَأَثْبَاجِ الرِّئَالِ
كَأنَ الْمُوقِدِينَ لَهَا جِمَالٌ ... طَلاهَا الزِّفْتَ وَالْقِطِرَانَ طَالِ
بَأَيْدِيهِمْ مَغَارِفُ مِنْ حَدِيدٍ ... يُشَبِّهُهَا مُقَيِّرَةَ الدَّوَالِي
أَسَرَتْ بَنُو أَسَدٍ رَجُلا مِنْ بَنِي زُرَارَةَ، وَفِي بَنِي زُرَارَةَ أَسِيرٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، فَعَرَضُوهُ بِهِ، فَأَبَتْ بَنُو أَسَدٍ حَتَّى زَادُوهُمْ فِي فِدَاءِ الزُّرَارِيُّ عُدُسَ بْنَ زِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَارِمٍ، وَمِسْكِينَ بْنَ عَامِرِ بِنِ شُرَيْحِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَمْرِو بْنِ عُدُسٍ، وَبِشْرَ بْنَ قَيْسِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ عَقَّةَ بْنِ هِلالِ بْنِ رَبِيعَةَ النَّمَرِيَّ، النَّمِرَ بْنَ قَاسِطٍ، وَعَمْرَو بْنَ عُمْرِو بْنِ عُدُسٍ، وَزُرَارَةَ بْنَ عُدُسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَحَاجِبَ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسٍ، وَعُطَارِدَ بْنَ حَاجِبِ بْنِ زُرَارَةَ، كَانَ وَفَدَ عَلَى كِسْرَى بَعْدَ مَوْتِ أَبِيهِ حَاجِبٍ، فَأَخَذَ الْقَوْسَ مِنْ عِنْدِهِ، وَأَعْلَمَهُ بِمَوْتِهِ، وَلَقِيطَ بْنَ زُرَارَةَ، وَذَا الْقَرْنَيْنِ، وَالْقَعْقَاعَ بْنَ مَعْبَدِ بْنِ زُرَارَةَ، وَشُرَيْحَ بْنَ عَمْرِو بْنِ عُدُسٍ، وَهُوَ جَدُّ مِسْكِينٍ أَبُو أَبِيهِ، وَقَاتِلُ خَالِهِ بِأَبِيهِ، مِنَّا، سَمَاعَةَ بْنَ عُمْرِو بْنِ عَمْرِو، وَأُمَّهُ عَبْسِيَّةَ، وَكَانَتْ بَنُو عَبْسٍ قَتَلُوا عَمْرَو بْنَ عَمْرٍو يَوْمَ ثَنِيَّةِ أَقْرَنَ، فَلَمَّا شَبَّ سَمَاعَةُ جَاءَ خَالَهُ مِنْ بَنِي عَبْسٍ يَزُورُهُ، فَقَالَ: مَا أُرِيدُ بِأَبِي ثَأْرًا أَوْفَى مِنْ خَالِي، فَقَتَلَهُ بِهِ، وَدَغْفَلَ بْنَ حَنْظَلَةَ مِنْ بَنِي ذُهْلِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، وَابْنَ الْكَوَّاءِ النَّسَّابَةَ مِنْ بَنِي يَشْكُرَ، وَكَانَ بَنُو الْكَوَّاءِ أَهْلَ عِلْمٍ، وَشِهَابُ بْنُ مَذْعُورٍ يَشْكَرِيُّ، وَالْكَيِّسُ نَمِرِيُّ مِنَ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ، وَاسْمُ الْكِيِّسِ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَرَدَّ عَلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانٍ، فَقَالَ:
أَتَانِي عَنْكَ يَا مِسْكِينُ قَوْل ... بَذَلْتَ النِّصْفَ فِيهِ غَيْرَ آلِ