يَا أَيها الْقَاضِي الْحَكِيمُ رُشْدُهُ ... أَلْهَى خَلِيلِي عَنْ فِرَاشِي مَسْجِدُهْ
نَهَارَهُ وَلَيْلَهُ مَا يَرْقُدُهْ ... فَلَسْتُ فِي حُكْمِ النِّسَاءِ أَحْمَدُهُ
زَهَّدَهُ فِي مَضْجَعِي تَعَبُّدُهُ ... فَاقْضَ الْقَضَا يَا كَعْبُ لا تُرَدِّدُهْ
قَالَ: فَقَالَ زَوْجُهَا:
زَهَّدَنِي فِي فَرْشِهَا وَفِي الْحَجَلِ ... أَنِّي امْرُؤٌ أَذْهَلَنِي مَا قَدْ نَزَلْ
فِي سُوْرَةِ النَّمْلِ وَفِي السَّبْعِ الطِّوَلْ ... وَفِي كِتَابِ اللَّهِ تَخْوِيفٌ جَلَلْ
فَقَالَ كَعْبٌ:
إِنَّ لَهَا حَقًا عَلَيْكَ يَا رَجُلْ ... تُصِيبُهَا فِي أَرْبَعٍ لِمَنْ عَقِلْ
قَضِيَّةٌ مِنْ رَبِّنَا عَزَّ وَجَلْ ... فَأَعْطِهَا ذَاكَ وَدَعْ عَنْكَ الْعِلَلْ
إِنَّ خَيْرَ الْقَاضِي مَنْ عَدَلَ ... وَقَضَى بِالْحَقِّ جَهْرًا وَفَصَلْ
ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ أَبَاحَ لَكَ مِنَ النِّسَاءِ أَرْبَعًا فَلَكَ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهَا تَعْبُدُ فِيهَا رَبَّكَ وَلَهَا يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ.
فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: «وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مِنْ أَيِّ أَمْرَيْكَ أَعْجَبُ؟ أَمِنْ فَهْمِكَ أَمْرَهُمَا أَمْ مِنْ حُكْمِكَ بَيْنَهُمَا؟ اذْهَبْ فَقَدْ وَلَّيْتُكَ قَضَاءَ الْبَصْرَة»