نفسه، بل يكون كاذباً دنيئاً متلاعباً، ولذا قال الله تعالى: {كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} .

فالذي يعرف قيمته، وما اختاره الله له؛ واصطفاه وخوله وحباه من جميع النعم والكرامات، يكون مشغولاً بأمرين عظيمين جداً:

أحدهما: أن يكون مشغوفاً غاية الشغف بحب من أنعم عليه بنعمة الإيجاد والأحاسيس والقوى، وتفضل عليه بسائر نعمه وفضله وجوده وإحسانه الدائم المتواصل، ويكون ذاكراً له ذكراً صحيحاً من أعماق قلبه، متفكراً في آياته وآلائه وعظمته وجلاله، سابحاً في بحر معرفته، والتلذذ بذكر أسمائه الحسنى، والفرح بقراءة كتابه العزيز.

بحيث يمتلئ قلبه من محبته وتعظيمه، والاطمئنان لوعده، والابتهاج والسرور بذكره جل وعلا. فلا يكون فيه فراغ لغير ذلك تشغله به شياطين الجن والإنس من لهو الحديث والخزعبلات والمجون، فإذا كان قلبه على ما ذكرنا سعى للقيام بشكر الله شكراً عملياً وذلك بحسن التصرف في نعمه بأن يستعملها فيما يرضيه لا بشيء مما يسخطه، وأن يكون ممتثلاً لأوامره، مسارعاً في طاعاته، مجتنباً نواهيه، حافظاً لحدوده، غيوراً على دينه وحرماته، معظماً لرسوله، مقتدياً به في كل ما يأتي ويذر، وأن يقوم بجميع أنواع الجهاد المستطاعة لقمع المفتري على الله ورسوله، وتوقير دينه، وإعلاء كلمته.

فهذا هو الشكر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015