وقد يندفع إلى أنواع المشروبات يقصد بها التقوي على نهمته ناسياً أنها استنزاف عاجل يطيح بقوته عن قريب، وقد يشرب القبيح المكروه عنده من أنواع الدخان يتسلى به عن وساوس خاطره ووهج صدره، ويعاود أنواع المعاصي للاستشفاء بها عما قبلها، أو عن آثار ما قبلها وهكذا.

وكل ما حصل ويحصل للناس من التمادي في الإثم والفساد وشرب ما لا يليق لهم شربه، إنما هو ناتج من ضعف القيام بعبودية الله وتحقيق محبته وتعظيمه، وضعف إستقبال القلب لذكر الله وما نزل من الحق، وعدم الفرحة الصحيحة بكتاب الله الذي أنزله شفاءً للقلوب وعزاً وفخراً للنفوس المؤمنة، التي نعرف قيمتها بين الأمم بما هيأها الله للخيرية واصطفاها لحمل الرسالة وأداء الأمانة وإصلاح الأرض بنور الله وتطهيرها من كل كفر وظلم وفسق وفجور.

فمن عرف قيمته، وقام بواجبه، ورعى أمانته حق رعايتها، وحمل رسالته الإلهية الثقيلة، شمخت نفسه بها وترفع عن الدنايا والسفاسف، وربأ بنفسه وأهاب بها من النزول إلى مستوى الطغام والتشبه بالبهائم في نيل الشهوات.

إذ كيف يتدنى بنفسه إلى فعل ما ينهى الناس عنه وإقتراف خيانة الله أو ترك ما يأمر الناس بفعله. إذاً لا يكون صحيحاً حامل رسالة، ولا صادقاً مع الله، ولا شريفاً في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015