العزيزة كسباً رخيصاً وكان من حزب الشيطان {أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} .
فهكذا يصير الإنسان في حياته لا محالة {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} .
والنفس إن لم يشغلها صاحبها بالحق، ويصنها بوحي الرحمن الرحيم، شغلته بالباطل، وسلكت به خطوات كل شيطان رجيم، لهذا كان الإنسان لا بد له من الإيمان بالغيب وإستشعار عظمة الله والخوف الشديد من
هجوم الموت الذي ما بعده إلا دقة الساعة الكبرى يوم الفزع الأكبر، {يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْأِنْسَانُ مَا سَعَى، وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى، فَأَمَّا مَنْ طَغَى، وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا، فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى، وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى، فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} .
فالإيمان بالغيب هو مصدر الهداية والرشد والسعادة، لأنه يجعل من ضمير الإنسان رقيباً باطنياً يراقبه في كل عمل ويخوفه من عقوبات الله العاجلة والآجلة، فيكون من ناحية على خوف ووجل من سوء المصير ومغبة التقصير فيراقب الله تماماً، مسارعاً لمرضاته، يبذل النفس والنفيس لتنفيذ أوامره في كلماته الحسنى التي تضمنها القرآن، فينشغل جسمه وقلبه بأعمال الخير والهداية عن أعمال الشر والغواية،