ج) هو ما ضربه الله لمن كلفه بحمل كتابه عملاً ونصحاً وتبليغاً فتقاعس عن حمله كما قال تعالى {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً} .
فشبه من لم ينتفع بما أنزل الله عليه بحمله الصحيح بـ (الحمار) الذي يحمل الكتب ولا يستفيد منها.
وضرب مثلاً آخر أسوأ من هذا لمن انخلع من آيات الله ووحيه وطرحها إلى غيرها تقديساً للأرض والجنس وحباً لشهوات النفس ورغباتها.
فشبهه بالكلب، وأخبر عن خبث سيرته في الأرض وإيذائه للناس بقوله تعالى {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ، وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ..} .
وهذه طبيعة حتمية للمنحرفين عن هدى الله ورسوله، تجدهم يتهارطون تهارط الكلاب علانية على رؤوس الأشهاد ولا يخجلون من تفكه أعدائهم عليهم.
فهذه معجزة عظيمة من معجزات القرآن الخالدة.