ج) هي أن لا يجعل الدنيا غاية قصده أو يؤثرها على الاخرة، ويفضل السعي للتفاخر والتكاثر بها.
بل تكون غايته من العمل نصرة دين الله والسعي للآخرة، الذي يحقق بها جميع معاني الجهاد في سبيل الله وحسن المعاملة معه ومع خلقه.
وليس الزهد الانصراف عن الأعمال والتخلي عن شؤون الحياة والعيش عيشة الدروشة التي هي من رواسب الوثنية.
فإنها لا يجوز أن تسمى زهداً، فهي جبن وضعف نفس وتعطيل للمواهب والطاقات البشرية.
وهي من المبتدعات السيئة التأثير المسببة لتأخر المسلمين عن السبق الصحيح والزحف بدينهم ورسالتهم إلى الأمام، حتى غزاهم أهل الباطل في عقر دارهم ومزقهم شر تمزيق.
ج) التقليد في أصول الدين والتوحيد لا يجوز، بل يجب فهم الدين كما جاءت به الرسل على وجهه الصحيح الملهب للضمائر والدافع لجميع القوى والجوارح إلى الأمام في سبيل الله.
أما في فروع الدين فيجوز تقليد أي مذهب من المذاهب السنية، ولو لم يلتزم مذهباً معيناً.
بشرط أن لا يتتبع الرخص.
وعلى العالم البحث عن الدليل والحرص على التمسك بما كان أقرب لقول النبي صلى الله عليه وسلم من غيره في تفريعات المذاهب.