أنفذ علينا من حكم أنفسنا، وشفقتنا عليه وعلى نصرة ما جاء به من الحق أعظم من شفقتنا على أنفسنا وعلى أقرب قريب لنا.
وأن نبذل دونه المهج والأرواح ونجعلها فداء له، وأموالنا وقاء له في كل نائبة تجري على دينه.
وأن لا نتخلى عن الدفاع عن سنته ودينه القويم بالسلاح والقلم واللسان، فإن المتخلف بقلمه ولسانه جرمه أشد من جريمة المتولي يوم الزحف.
وأن لا يصدنا عن ذلك ما يتح لنا من المصالح والأهواء والمناصب، ولا ننحرف عنها إلى ما تجدد من المبادئ والمذاهب، ولا يشغلنا عن نشر سنته وتبليغ دعوته أي شاغل، ونجعل ما نستحصل عليه من كد وكسب في هذا السبيل، لنجعل من حياتنا امتداد لحياته الطاهرة، فيكون قرطا لنا في الدار الآخرة.
وأن نتبع جميع ما يدعونا إليه ونستفصل عن سنته لنقتدي بها، فإنه لا يعمل إلا خيراً ولا يأمر إلا بما فيه الخير والعز والسعادة.
وأن ننصرف عن جميع ما ينهاها عنه، فإنه لا ينهي إلا عما فيه الشر والشقاق الأبدي، وقد وصف نفسه بأنه آخذ بحجز أمته عن النار، فينبغي أن لا تنفلت منه فتقع في خزي الدنيا وجحيمها وعذاب الآخرة وحميمها.