يجعلون لله ما لا يرضون لأنفسهم؟
حقاً لقد جعلوا لأنفسهم منزلة أعظم من منزلة رب العالمين إذ حصروا طاعته والانقياد لحكمه في الشيء القليل، وأوجبوا على الناس الانقياد لحكمهم في كل شيء والاستسلام لهم في كل ناحية، ففرضوا على الناس تأليههم دون الله، وقد تعدوا وتجاوزوا بالظلم والجحود قول من قال (سأنزل مثل ما أنزل الله) ، وبلغوا من تجاوز الحدود ما لم يبلغه أي كافر في سابق القرون.
فاحفظ الدليل واسأل الله الهداية إلى سواء السبيل.
ج) هذه خطة الزنادقة والملاحدة ليقضوا على شطر الدين، ويلبسوا على الناس بتعظيم القرآن، وهم كاذبون، وإلا فالقرآن يأمر باتباع الرسول وطاعته.
وذلك لا يحصل إلا باتباع سنته والتأسي به.
وقد أجمع من يعتد به أهل العلم؛ إن السنة المطهرة مستقلة في تشريع الأحكام، وإنها كالقرآن في تحليل الحرام وتحريم الحلال، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم إنه قال: (ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه) .
وقد اختلق الزنادقة حديثاً وضعوه على الرسول، وهو "ما أتاكم عني فاعرضوه على الكتاب الله فإن وافقه فأنا قلته وإلا فلم أقله".
وعارض المسلمون هذا الحديث حتى أثبتوا شاهداً على بطلانه من نفس متنه، لأن الله يقول {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا