زاخرة من ذلك.

وملاك ما تقدم قوله تعالى {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} ، وقوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} ، أي اتقوه واجب تقواه، وبالغوا في التقوى حتى لا تتركوا من المستطاع منها شيئاً، فإن تركتم شيئاً فإنكم لم تتقوا الله حق تقاته.

وأما الدليل العقلي الصريح الذي لا يجوز تجاهله، فهو مرغم لأنوف أهل هذه الأكذوبة أشد إرغام، وذلك بأن نتسائل؛ مع الذين افتروا على الله وقالوا (إن الدين علاقة بين العبد وربه فقط) ؟

فنقول: هل يرضى رئيس أي دولة من الدول التي قررت هذه الأكذوبة مذهباً لها، أن يقتصر رعاياه وجنده وموظفوه على مجرد احترام اسمه والثناء عليه والدعاء له دون أن يتقيدوا بأوامره وينفذوا أنظمته وتشريعاته ويغضبوا للنيل من كرامته أو انتهاك حدوده، بل يقبلوا بعض أنظمته ويرفضوا الباقي، ويعملوا بضده أو يجلبوا نظم وتشريعات دولة أخرى يحلوها محل أنظمته، زاعمين إنها أنسب لحالهم وأوفق لتطورهم؟

هل يعتبرهم في هذه الأحوال، أو بعضها، قائمين في وظائفهم مخلصين له في أعمالهم؟ أو يعتبرهم في مثل هذه الأحوال عملاء وأذناب للعدو فيقصيهم من عملهم ويحاكمهم ثم يعاقبهم؟

لا شك أنه يعتبرهم في مثل هذه الأحوال خونة خارجين عليه منحازين لغيره، خارقين لنظامه، ويسوقهم للمحاكمة وينزل بهم العقوبات الصارمة، فكيف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015