المقدم: القضية مثلاً بشيء من التفصيل دعواهم أن عقيدة السلف لها مشارب متعددة ولها مصادر مختلفة، ما هي طريقة الرد عليها بشكل مجمل؟ الشيخ: ينبغي أولاً أن تعرف أسباب هذا التصور عندهم؛ لأنه إذا عرفنا سبب قولهم هذا القول، وعلى أي أساس بنوا ذلك؛ هدمنا أصولهم بقواعد الحق.
الأمر الثاني: أننا نحتاج إلى أن نشيع التأصيل الشرعي الذي يجهلونه هم ويجهله كثير من الناس، بل كثير من أجيال أهل السنة والجماعة المتأخرين من الشباب يجهلون هذه الثوابت؛ لأنهم لم يتلقوها بشكل منهجي يقاوم الغزو الذي استهدف العقيدة.
فأنا أقول: هؤلاء يرد عليهم بالتذكير بثوابت الحق، أي: ما هي مصادر الدين؟ ثم ما هو المنهج؟ فحينما نقول: ما هي مصادر الدين؟ نقول: هي الكتاب والسنة، ثم نأتي بالأدلة التي دلت على أنه لا يجوز استمداد الدين من غير الوحي من القرآن والسنة بدلالاتهما ومعرفة كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يبين ذلك وكيف كان يطبقه.
فالنبي صلى الله عليه وسلم كان بين للصحابة ورباهم على ألا يتلقوا الدين من غير الوحي.
وقد حدثت حادثة هي عبارة عن رسم للمنهج، وعبارة عن حماية للمنهج، هي حادثة اطلاع عمر رضي الله عنه أمام النبي صلى الله عليه وسلم على صحيفة من التوراة، فالنبي صلى الله عليه وسلم غضب غضباً شديداً، حتى لفت ذلك أنظار الصحابة، فالتفتوا إلى عمر، فلما أدرك أن النبي صلى الله عليه وسلم غضب؛ عرف أنه أخطأ، وأنه يخشى أن يخلط، وأن هذا منهج، مع أن عمر -وهو عمر في فقهه- لا يتصور منه أن يتأثر مثل تأثر الناس اليوم، ومع ذلك سد النبي صلى الله عليه وسلم باب الاستمداد من أي مصدر آخر في ثوابت الدين حماية لجناب الدين وثوابت الحق.
أما الاستدلال في العلوم الاجتهادية فنعم.