نظرة في نسبة المدارس العقلانية إلى العقل

المقدم: قد نأخذ بعض القضايا الأخرى بعد هذه المداخلة من الأستاذ الدكتور فهد بن عبد الرحمن الرومي عضو هيئة التدريس في كلية المعلمين بجامعة الملك سعود.

مرحباً بكم دكتور.

مداخلة: حياكم الله.

أهلاً وسهلاً.

المقدم: دكتور! أنتم من المهتمين بهذا الجانب، ولكم مؤلف بعنوان (منهج المدرسة العقلية الحديثة في تفسير القرآن)، ونود أن نستفيد منكم، فما هي أبرز معالم هذه المنهجية في التعامل مع نصوص القرآن الكريم؟ مداخلة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أولاً: أشكركم على تفضلكم باستضافتي في هذه الحلقة الطيبة مع فضيلة شيخنا الأستاذ الدكتور ناصر.

الشيخ: الله يحييك يا دكتور فهد.

مداخلة: وفرصة طيبة أن أسمع صوته، وكنت أود أني سمعت الحلقة، لكن لا يتسنى لي أن أسمع هذا البرنامج.

مداخلة: الإعادة إن شاء الله.

مداخلة: إن شاء الله، ولكن علمت أن الحديث فيها عما يسمى بالمدرسة العقلية، والحقيقة -كما يقال- أن كل الصيد في جوف الفراء، ففضيلة الشيخ من المتخصصين والخبراء في مناهج هذه المدرسة، وقد أتعرض لنقاط أخشى أن يكون تناولها جزاه الله خيراً.

الشيخ: موضوع التفسير -يا دكتور فهد - ما تناولناه، فمنهجهم في التفسير ما تناولناه بالتفصيل.

مداخلة: الحقيقة أنها متداخلة.

الشيخ: هو موضوعك على أي حال، فأنت فارس الحلبة في هذا الموضوع.

مداخلة: الله يكرمكم، لكن الحقيقة أن جميع القضايا متداخلة في المدرسة العقلية مع العقيدة ومع القرآن، والحديث عما يسمى بالمدرسة العقلية حديث متشعب؛ لأن المدرسة العقلية ينضوي تحتها فرق ونحل متعددة، منها ما يتسع له رداء الإسلام، ومنها ما نستطيع أن نقول فيه: إنه خرَقَ رداء الإسلام أو خرج عنه ومنه.

لكن أود أن أنبه إلى أمرين: أولهما: أن في تسميتها بالمدرسة العقلية تجوزاً، فهي في الحقيقة عن العقل نائية، والعقل كل العقل لا يخرج عما ورد في الوحيين، كيف والنصوص الشرعية نفسها -وهي كثيرة، سواء أكانت قرآنية أم نبوية- تدعو إلى التعقل؟! وورد في نحو أربع وعشرين آية تقريباً يردُ الأمر فيها بالعقل: ((لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ))، فضلاً عن الألفاظ المرادفة لها من الأمر التفكر والتدبر.

الشيخ: والنظر.

مداخلة: والتفقه والتعلم والنظر إلخ.

فالعقل -في الحقيقة- والعقلانية في أحكام الشريعة الإسلامية، وليس في الخروج عنها.

المقدم: اسمح لي -دكتور فهد - أن أسألك في صلب الموضوع: ما هي أبرز معالمهم في النظر إلى النصوص الشرعية في تفسير القرآن الكريم؟ مداخلة: أنا أريد أن أصل من هذا إلى الأمر الثاني وهو أن أقرب التسميات لهذه المدرسة في رأيي ليس هو المدرسة العقلية؛ لأنهم يرون النصوص تعارض أو تخالف ما ألفته عقولهم عادة، فهم أصحاب مدرسة -إن صحت التسمية- اعتيادية؛ لأنهم ينكرون بمبادئهم ومقاييسهم ما يخالف ما ما ألِفته عقولهم من العادة، ويقدمونها على حقائق الشريعة.

لأن عقولهم القاصرة لم تستوعب مخالفة ما اعتادته؛ فحسبوا أن ذلك حكماً عقلياً، والحقيقة أنه ليس حكماً عقلياً، بل هو حكم مخالفة العادة التي ألِفوها؛ ولهذا نراهم ينكرون المعجزات، والمعجزات لا تخالف العقل، لكنها خارقة للعادة، وليس هناك أمر شرعي أو حكم شرعي خارق للعقل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015