هناك قضية يعرفها كل بصير بالدين، ولكن نحتاج إلى أن نبينها بشكل تفصيلي، وهي: الضحالة، فأغلب أصحاب الاتجاهات العقلية عندهم ضحالة في حفظ النصوص، وفي فقهها وفهمها، ضحالة تؤدي إلى أن نقول: سينظر إلينا الآخرون من غير المسلمين على أننا أناس ليس عندنا علم؛ بسبب هذه التوجهات، حيث ترى ضحالة في الثقافة الشرعية، وجهلاً بخصائص الدين وأصوله وسماته، بل بمفردات الدين، ولذلك أقول عن هذا الصنف: جاهل جهلاً مركباً؛ لأنه جاهل ولا يدري أنه جاهل.
إن العوام من المسلمين قليلي المدارك، الذين ما شاغبوا عبر وسائل الإعلام هم على الفطرة، وهم جهلة، ويدرون أنهم جهلة، ولكن المشكلة في هؤلاء الذين لا يدرون أنهم جهلة، وهم الذين يتطاولون على العلماء، ويتطاولون على المسئولين، ويتطاولون على أهل الفكر والدعاة والصالحين.
المقدم: لذلك قد يؤلف بعضهم أحياناً ويرى أنه قد وصل إلى درجة الاجتهاد في الفقه ولا يعرف عنه فقه، ولا يعرف عنه علم.
الشيخ: نعم، أكثر أصحاب هذه الاتجاهات ليس لهم مؤلفات شرعية، ولكن لهم مؤلفات فكرية وثقافية، ويكثرون من هذا.
المقدم: قد يأتي شخص يرى أن الصلاة غير واجبة ثم يستدل لها بأدلة من كتب أصحاب هذه الاتجاهات أو غيرها.
الشيخ: على مبدأ: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ} [الماعون:4].
المقدم: وبعضهم قد يشرح السنة شرحاً عقلانياً واضحاً وينزلها على ما يريد من أفكار.
الشيخ: هذا إضافة إلى أنه نزعة هوى، وذلك يعود إلى قلة الفقه، ولو كان عنده بصر بالنصوص الشرعية؛ لخجل من أن يستدل بهذه الطريقة، وعلى الأقل سيخجل من أهل الاختصاص، وكما أننا نخجل من أن نتكلم عند الأطباء في الطب، ومن أن نتكلم عند المهندسين في الهندسة ونحن لسنا من أهل الاختصاص، ألا نستحي من أن نقول على الله بغير علم؟! فهم يقولون على الله بغير علم.