المقدم: وبعضهم قد يحتج أحياناً على بعض كبار العلماء في مسائل دقيقة، مع أن هذا العالم قد عاش مع هذه المسألة فترة طويلة حتى ترجح له هذا الرأي، ثم يأتي هذا الصحفي ويقول: أنا أخالف هذا الرأي.
فهل وسائل الإعلام -يا دكتور ناصر - تتحمل جزءاً من تجرؤ أولئك وتطاولهم على العلماء، وتطاولهم على النصوص الشرعية؟ الشيخ: لا أريد أن أتكلم عن وسائل الإعلام عامة، فوسائل الإعلام منها النقية ومنها المشوبة، ومنها التي تسيء إلى الأمة ودينها.
فوسائل الإعلام -مع الأسف- غاياتها ومنطلقاتها لا تراعي ثوابت الدين عندنا، ولا تراعي أيضاً ثوابت البلد المسلم كبلد له كيانه دولة وشعباً يقوم على أسس مشتركة، ولا تراعي أيضاً المصالح الكبرى للأمة، ولا قواعد الأخلاق، بل أهم شيء عندها الإثارة والإغراض.
فكثير من القضايا تثيرها بعض الصحف، ويثيرها بعض الصحفيين، وحين يقال لهم: لماذا أثرتم هذا الموضوع وفيه من المفاسد كذا وكذا؟! يقولون: لأنه مثير، فكثير من وسائل الإعلام يهمها ما يجذب القارئ، ما يوسع نطاق نشر الصحيفة بدون مراعاة للأصول المعتبرة شرعاً وعرفاً وعقلاً.
المقدم: هذا فيه طعن حتى في الوطنية التي ينادون بها، وإلا فما الفائدة من إيجاد شرخ كبير بين العلماء وبين بعض المفكرين وبعض المثقفين.
الشيخ: في الحقيقة كثير منهم انطلقوا إلى حد الانفلات في مسألة حرية الرأي، وحرية الرأي لا بد من أن تنضبط بضوابط الشرع.