قال الشاعر:
ظهراهما مثل ظهور الترسين
فجاء باللغتين في بيت واحد، يريد ظهورهما.
والعرب تقول: قد استعان الرجل: إذا حلق عانته.
كذلك: قد استحل. وزعموا أن بشير بن عمرو بن مزيد حين قتله الأسدي قال له: أخر علي سراويلي، فإني لم أستعن، أي: لم أحلق عانتي.
والعرب تتكلم بالأفعال المستقبلة، ولا يتكلمون بالماضي منها؛ فمن ذلك قولهم: عم صباحاً. ولا يقولون: وعم صباحاً.
ويقولون: ذر ذا ودعه، ولا يقولون: وذرته ولا ودعته.
ويقولون: عسيت أن أفعل ذلك، ولا يقولون: أعسي، في المستقبل، ولا عاس في دائم.
والعرب تُدخل الفاء في خبر الابتداء، إذا كان الخبر من سبب الاسم.
قال الله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} و: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا} فأدخل الفاء فيهما.
والعرب قد تضيف الشيء إلى نعته، نحو قولهم: صلاة الظهر، وحب الحصيد.
وقال، عز وجل: {وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}. ولم يقل: الدين القيمة، والعلة ما ذكرناه. وقال آخرون: إنما التقدير: وذلك دين ملة القيِّمة، وذلك دين الحنيفية