وقال امرؤ القيس:
وعين لها حدرة بدرة ... شُقَّت مآقيهما من أخر
فقال: عين. ثم قال: مآقيهما؛ لأن نظر إحدى العينين بمنزلة نظرهما جميعاً، ولو أحد الجمع لجاز؛ لأنه يرى بكل واحد من المذكورين.
قال:
كلوا في نصف بطنكم تعيشوا ... فإن زمانكم زمن خميص
وقال آخر:
الواردون، وتيمٌ في ذرى سبأ ... قد عض أعناقهم جلد الجواميس
مسألة
فإن قال قائل: قد زعمت أن ما في البدن منه شيئان تثنيته مخالفة لجميعه، فما معنى قوله، عز وجل: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا}؟ قيل له: إنما أراد يميناً من هذا ويميناً من هذا، فجمع في موضع التثنية؛ لأنه بمنزلة الرأس والقلب، فافهم إن شاء الله.
وتقول: ضربت رأس زيد، وأرؤس الزيدين، وأرؤس الزيدين. وتقول: ما أحسن رؤوسهما، وهو الأجود. وقد قالوا: ما أحسن رأسيهما.