قال:

هما نفثا في فيَّ من فمويهما ... من النابح العاوي أشد رجام

قال أبو ذؤيب:

فتخالسا نفسيهما بنوافذ ... كنوافذ العبط التي لا ترقع

وروي: العطب. قوله: "فتخالسا" معناه: أن أحدهما: يخلس من الآخر طعنة. ويقال: تختلس نفسه. والنوافذ: جمع نافذة، وهي الطعنة التي تنفذ. [والعُبُط: قتب البعير، والله أعلم]. والعُبُط: شق الجلد الصحيح ونحر البعير الصحيح من غير مرض. وله تمام شرح في حرف العين من هذا الكتاب إن شاء الله.

والعُطُب: جمع عطبة، وهي القطنة. والمعنى: كنوافذ الثياب؛ أي: نفذت الطعنة في جلودهم ولحومهم كما تنفذ في الثياب.

وتقول: عيناك حسنتان، ويجوز: عيناك حسنة، وكذلك: عينك حسنة. وكذلك: عيناك نظرتا، وعينك نظرتا، وعيناك نظرت؛ لأن إحدى العينين إذا نظرت، فقد نظرت العين الأخرى. وهما عند العرب بمنزلة شيء واحد.

قال الفرزدق:

فلو رضيت يداي بها وضنَّت ... لكان علي للقدر اختيار

ويروى: "للقدر الخيار".

فقال: يداي. ثم قال: وضنَّت؛ لأن عمل إحدى اليدين بمنزلة عملهما.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015