قال الأخطل:

وبنوا غدانة شاخص أبصارهم ... يمشون تحت بطونهن رجالا

لأنهم مسنودون وأبصارهم شاخصة إلى من يقودهم. وتحت بطونهن، يعني الخيل.

ويقال: رجل، أي راجل، وإنما قيل للسيد من الرجال عير؛ لأنه شُبِّه بالحمار في الصيد إذ كان أجل ما يصاد.

من ذلك الحديث: أن أبا سفيان استأذن على النبي، صلى الله عليه، فحجبه ثم أذن له، فقال: ما كدت تأذن لي حتى تأذن لحجارة الجلهتين. فقال عليه السلام: "يا أبا سفيان، أنت كما قال القائل: كل الصيد في جوف الفرا". يعني بالفرا: الحمار الوحشي، أي: أنت في الناس كحمار الوحش في الصيد، أراد أنها كلها دونه.

والفرا: الحمار، يهمز ولا يُهمزُ. قال أبو عبيدة: العرب تترك همز ثلاثة أحرف أصلها الهمز: النبي وهو مِنْ: أنبأ عن الله، عز وجل. والجابية وهي: جبأت. والذرية وهي مِنْ: ذرأ الله الخلق.

وبعضهم يهمز النبي ويخرجه على أصله.

والعرب تستغني بعدد الأسماء عن عدد الأفعال إذا بدأت بالأفعال قبل الأسماء. وعلة أخرى أن الفعل إذا كان مبتدأ به، يكون فارغاً، فلما كان فارغاً لا ضمير فيه، لم يثنَّ ولم يجمع. نقول: قام الزيدان، وقام الزيّدون.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015