جعلها أهلة محل؛ لأن الأهلة في سنة الجدب أدق في النظر ليبس الهواء وكدورته.

وقال أيضاً:

وردت وآفاق السماء كأنها ... بها بقر أفتاؤه وقراهبه

وخص الأفتاء والقراهب وهي المسان دون الصغار؛ لأن وروده كان في الصبح، فقد خفيت الصغار وبقيت الكبار، وهو يعني النجوم.

قال غيره:

وقد كانت الجوزان وهناً كأنها ... ظباء أمام الذئب طرَّدها النفر

شبهها لتباعدها بظباء نوافر، وذلك في وقت قربها من الأفق في أول الليل، فإذا قرب الصبح خفيت صغارها وبقيت كبارها، فشبهت بالبقر والظباء؛ وذلك أن النجوم إذا ابتتدأت من الشرق رأيتها متباعدة متبددة، فإذا توسطت السماء اجتمعت وتدانت، وإذا انحطت للغروب تباعدت أيضاً وتبددت.

وقال ذو الرمة:

وحتى اعترى البهمى من الصيف نافض ... كما نفضت خيل نواصيها شُقر

البهمى: نبات تجد الإبل وجداً شديداً به ما دام أخضر، فإذا يبس هرَّ شوكه وامتنع. الواحدة والجميع بهمى ويقال للواحدة أيضاً بهماة. شبَّه نفض الصيف له إذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015