يبس بنفض الخيل الشعر لنواصيها؛ لأن ورق الشجر إذا يبس ابيض، وناصية الأشقر من الخيل بيضاء.

والعرب تشبه من لا نفع عنده ولا ضر ببنات نعش. قال بعضهم يهجو قوماً:

أولئك معشر كبنات نعش ... خوالف لا تنوء مع النجوم

يقول: لا نفع عندهم ولا ضر ولا ذكر لهم، كبنات نعش لا نوء لها، ولا ينسب إليها مطر، ولا برد، ولا حر. خوالف: متخلفة عن النجوم. والخالفة: ما لا خير عنده.

وقال بشر بن أبي خازم يذكر دورانها حول القطب:

أراقب في السماء بنات نعش ... وقد دارت كما عطف الظؤار

يريد: أنه سهر ليلته إلى أن دارت بنات نعش، وهي تنقلب ليلته في آخر الليل. وخص بنات نعش لأنها لا تغيب. ولذلك يجعلون الاهتداء بها وبالفرقدين.

قال الراعي:

لا يتخذن إذا علون مفازة ... إلا بياض الفرقدين دليلا

وقال آخر:

وكل سماكي كأن ربابه ... متالي مهيب من بني السيد أوردا

سماكي: مطر بنوء السماك. وربابه: سحابه. والمتالي: الإبل التي تتلوها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015