قال:
ومستنبح باب الصدى يستتيهه ... إلى كل صوت وهو في الرحل جانح
المستنبح: الذي يضل فينبح نبح الكلاب ليجيبه منها مجيب فيقصده قصده؛ والصدى: الصوت الذي يجيبك بمثل صوتك، وأكثر ما يكون في الجبال والمواضع الفساح؛ ويستتيهه: يتوهمه، أي إذا سمع صوت صداه تبعه، فظن أنه صوت رجل يناديه؛ والجانح: المائل، وإنما تميل إصاخة إلى الأصوات.
قال:
فقلت لأهلي: ما نعام مطية ... وسار تضافيه الكلاب النوابح؟
النعام: الصوت الضعيف، يقال: أنعمت الناقة؛ والمطية: ما امتطيته، أي ركبت مطاه وهو الظهر، يراد به البعير؛ ويقال: سميت مطية لأنه يمطى عليها في السير، أي يشد. والساري: السائر ليلاً؛ وأصل الإضافة: الإمالة، وجعلها للكلاب من آجل أن الضعيف تبع نبحها ومال إليه. ومعنى قوله: ما نعام مطية: أن العرب إذا أرادت الضيافة وقربت من البيوت، تنحنح الرجل وحمل بعيره على الرغاء؛ كل ذلك ليؤذن الحي بنفسه. وفي الأمثال: "كفى برغائها منادياً".
وقال المتوكل الليثي:
فإن بسل الله الشهور فإنني ... بيسلي جمادى عنكم والمحرم