[قال الشاعر]:
بكت عيني اليسرى فلما زجرتها ... عن الجهل بعد الحلم أسبلتا معا
قوله هذا يدل على أنه كان أعور؛ فيكون هذا كقول الآخر:
عذرتك يا عيني الصحيحة في البكا ... فما أولع العوراء بالهملان
كأنه بكى بالصحيحة وساعدتها السقيمة؛ وبلغ من حزن متمم بن نويرة على أخيه أن بكاه بالعوراء.
وقال آخر:
رمتني وستر الله بيني وبينها ... عشية آرام الكناس رميم
رمتني: أن تنظر إليه وتتعرض له؛ وستر الله ههنا: الإسلام وما يحجر بينه وبين الفجور. ومن ظن أن الستر ههنا ستر البيت الحرام فقد أخطأ؛ والآرام: الأعلام، واحدها إرم وإرمي، وهي حجارة تنصب على الطريق يهتدى بها؛ والكناس: موضع؛ ورميم: اسم امرأة.