يقول: إذا جاء. وقال تعالى: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ} أي جاء.
وبعض العرب تضمر في كان وليس؛ تقول: كان عبد الله أخوك، وليس عبد الله أخوك، ومن العرب من يرفع بعد كان الكلام أجمع؛ قال:
وما كان قيس هلكه هلك واحد ... ولكنه بنيان قوم تهدَّما
وتقول: كان عمرو وأخوه منطلق، ترفع عمراً بكان؛ وأخوه منطلق في موضع نصب إلا أنه جملة، والجملة لا يعمل فيها عامل. وتقول: كان زيد ذاهباً، وكان الزيدان ذاهبان، وكان الزيدون ذاهبين؛ ومنه قوله تعالى: {وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ}.
وتقول: كان زيد أخوك، وكان زيداً أخوك، إذا جئت باسمين معرفتين جعلت أيهما الخبر. وتقديم الخبر على الاسم في كان عربي فيصبح كثير؛ قال عمرو بن كلثوم:
وكنا الأيمنين إذا التقينا ... وكان الأيسرين بنو أبينا
فقدم الخبر. ويجوز: كان الأيسرون بني أبينا، على أن تجعل الأيسرين الاسم، وبني أبينا الخبر؛ وقد روي هكذا.
ولكان مواضع، فمنها: لما مضى، ومنها: لما حدث يجيء بعد في موضع يكون. والعرب تفعل ذلك؛ قال الله تعالى: {كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ