الحدث، وهي الإيمان بمنزلة قام وضرب وجلس. فهذه يقتصر فيها على الاسم دون الخبر، تقول: كان زيد، تريد: خُلق زيد، مثل قولك: كان أمر، أي حدث أمر. ومنه قوله تعالى: {إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً} كأنه قال: إلا أن تقع تجارة حاضرة، ويجوز النصب على أن تجعل كان الأولى الداخلة على الابتداء والخبر. وذلك أنك تضمر كان في كان البيع، فيصير التقدير: إلا أن يكون البيع تجارة حاضرة. قال:
فدى لبني ذهل بن شيبان ناقتي ... إذا كان يوم ذو كواكب أشهب
يريد: إذا وقع يوم هكذا.
وأما قوله:
بني أسد هل تعلمون بلاءنا ... إذا كان يوماً ذا كواكب أشنعا
قال ابن السكيت: ابن شأس قال: إذا كان اليوم يوماً، فأضمر لعلم المخاطب بالمعنى. وقد قرئ (تجارة) المعنى: إلا تكون التجارة تجارة؛ قال الله تعالى: {كَبُرَتْ كَلِمَةً} أي كبرت الكلمة كلمة فأضمر لعلم المخاطب بالمعنى. قال: وإذا جعلوا كان بمعنى جاء رفعوا ولم يحتاجوا إلى الخبر. قال لبيد:
إذا كان الشتاء فأدفئوني ... فإن الشيخ يهرمه الشتاء