وقولهم: ما عَدا مِمّا بَدا
معناه: ما صَرَفَك عَنّي ممّا ظَهَرَ لَكَ مِنِّي.
يُقالُ: عَداني عَنْ لِقائِكَ كَذا وكَذا: أي صَرَفني عنه. قال:
عداني عنْكَ والأنْصَار حربٌ ... كأنَّ طلابها الأبطال هِيمُ
أي صرفني.
وأوَّلُ مَنْ قالَ: ما عَدا مِمّا بدا، عَليُّ بنُ أبي طالب لَّما قَدِمَ البَصْرَةَ، قال لابْنِ عَبَّاس: امْضِ إلى الزُّبَيْرِ، ولا تأتِ طَلْحَةَ، فاقْرَا عَلَيْهِ منّي السَّلامَ، وقُلْ له: (عَرَفْتَنِي بالحِجاز وأنكَرْتَني في العِراق، فما عَدا مِمّا بَدا. فأبْلَغَهُ الرّسالة فقال له: أقْرِهِ منّي السَّلامَ وقُلْ له) عَقْلُ خليفةٍ، واجتماعُ ثلاثةٍ، وانْفرادُ واحدٍ، وأمِّ مَبْرورةٌ، ومُشاوَرَةُ العشيرة.
وتقولُ: ما رأيْتُ أحداً عَدا زَيْدٍ، أي: سِوى زَيْدٍ.
وعَدَا عليه فَضَرَبَهُ لَيْسَ عَدوْاً على الرَّجْلَيْنِ، لكن من الظُّلْمِ.
وتقولُ: عَدَتْ عَوادٍ بَيْنَنا، وعادَتْ عوادٍ بَيْنَنَا. قال عَلْقَمَةُ بنُ عبدة الفحل:
تُكلفُني ليلى وقدْ شطَّ ولْيُها ... وعادَتْ عوادٍ بيننا وخُطوبُ
ولا تَجْعَلْ مَصْدَرُهُ مُعَادةً، لكن تَجْعَلُهُ (عِداء) خيفةَ الالتباس.