قيد، ولكنه جعل منع الإيمان إياه تقييداً له. وقوله، صلى الله عليه، في أهل الإسلام وأهل الشرك: "لا تراءى نارهما". وروي أنه، صلى الله عليه، أقبل من سفر، فلما رأى أحداً قال: "هذا جبل يحبنا ونحبه"، والجبل لا محبة له.
ويقولون: منزلي ينظر إلى منزل فلان، ودورنا تناظر. ويقولون: إذا أخذت في طريق كذا فنظر إليك الجبل، فخذ يميناً عنه. وإذا كنت بمكان كذا، حيث ينظر إليك الجبل، فخذ عن يسارك [أو] عن يمينك. قال:
......... ... وكما ترى شيخ الجبال ثبيرا
وشيخ الجبال: يعني أبا قبيس.
وتقول العرب: هذه الجبال تتناظر، إذا كان بعضها قبالة بعض، وإذا كان الجبل من صاحبه بالمكان الذي لو كان إنسان رآه، جاز ذلك. وعلى هذا المثل قال النَّبي، صلى الله عليه، في نار المشركين [والمسلمين]: "لا تراءى ناراهما". [ومع قول الشاعر]:
لا تراءى قبورهما
وقال الشاعر:
سل الدار من جنبي حبر فواهب ... بحيث يرى هضب القليب المضيح