وتقول العرب: نزل الغيث وارتفع، وزكت السماء، وضحكت الأرض، وفاض الماء وغاض، وآل الشيء وآض. قال الشاعر:
إن السماء إذا لم تبك مقلتها ... لم تضحك الأرض في شيء من الخضر
ويقولون: هذا شجر واعد، إذا نور، كأنه لما نوَّر وعد أنه يثمر. ونبات واعد، إذا أقبل بماء ونضر.
ويقولون: سمع الأرض وبصرها، والأرض لا سمع لها ولا بصر.
ويجعلون للفعل قولاً، ويقولون: قال برأسه، وقال بيده، إذا حرك رأسه وأومأ بيده، ولم يقل شيئاً.
ويقولون: قال الحائط فمال، وقل برأسك [إلي]، أي أمله. وقالت الناقة، وقال البعير. ولا يقال في هذا المعنى: تكلم.
كما قال أبو النجم:
قد قالت الأنساع للبطن الحق ... قدماً، فآضت كالفنيق المحنق
الأنساع: السيور. والفنيق: الجمل، وليس ثم قول، إنما المعنى: لحق البطن بالظهر.
وقال الأعشى:
ويقسم أمر الناس يوماً وليلة ... وهم ساكتون والمنية تنطق