6- التعبُ في النهارِ وإرهاقِ الجسدِ بالأعمالِ التي لا فائدةَ منها مما يجعلُ العبدُ لا يستطيع القيامَ، فكثيرٌ من الشبابِ يلعبُ الكرةَ في النهارِ عدةَ ساعاتٍ فإذا نام نام مرهقًا، فإذا حضرتْه الصلاةُ لم يستطعِ القيامَ لتعبِه، وكذلك كثيراتٌ من الشابَّاتِ تتعبُ نفسَها في كثيرٍ من الأمورِ التي لا طائلَ منها أو هي عنها في غنىً، فإذا وضعتْ جنبَها لم تكد ترفعُه إلا بعدَ طلوعِ الفجرِ لتعبِها وإرهاقِها،كالتعبِ في الأسواقِ والإعدادِ للحفلاتِ والولائمِ التي قد تَذهبُ بنهارِها كلِّه، وهي تستطيع أن تقللَ من تعبِها هذا، فتعطي نفسَها راحةً تمكِّنها من القيامِ.
7- كثرةُ اللغوِ بالنهارِ وقلةُ الذكرِ تقسِّي القلبَ فلا يستطيعُ أن يذكرَ اللهَ بعد يقظتِه فيغلب عليه الشيطانُ فينام.
8- كثرةُ الأكلِ فإنَّ الشبعَ يكثرُ النومَ ويزيدُه. يقول أحدُ الشيوخِ لطلاَّبِه: لا تأكلوا كثيرًا فتشربوا كثيرًا فترقدوا كثيرًا فتتحسَّروا عند الموتِ كثيرًا. قال الغزاليُّ –رحمه اللهُ-: وهذا هو الأصلُ الكبيرُ وهو تخفيفُ المعدةِ عن ثقلِ الطعامِ.
9- أكلُ الحرامِ والخبيثِ يقسِّي القلبَ ويضربُ عليه القفالَ، فلا يستيقظُ صاحبُه، بل ويحرم الخيرَ، ومن أكبرِ الخيرِ القيامُ للهِ ومناجاتُه.
10- النومُ في الفراشِ الوثيرِ فإن يثقلُ صاحبَه عن القيامِ.
وقد مرَّ الحديثُ عن هذا في الأسبابِ المعينةِ.
قال الثوريُّ –رحمه اللهُ-: حُرمتُ قيامَ الليلِ خمسةَ أشهرٍ بذنبٍ أذنبتُه، قيل: وما ذاك الذنبُ؟ قال: رأيتُ رجلاً يبكي فقلت في نفسي: هذا مراءٌ.
وقال بعضُهم: دخلتُ على كرزِ بنِ وبرةَ، وهو يبكي فقلت: أتاك نعيُ أهلِك؟ فقال: أشدُّ، فقلت: وجعٌ يؤلمك؟ فقال: أشدُّ، قلت: فما ذاك؟ قال: بابي مغلقٌ وستري مسبلٌ ولم أقرأ حزبي البارحةَ، وما ذاك إلا بذنبٍ أحدثتُه.