5- السهرُ والنومُ المتأخرُ من أكبرِ العوائقِ عن القيامِ لأنَّ العبدَ إذا لم يكتفِ جسدُه من النومِ فإنَّه يصعبُ عليه القيامُ ويثقل نومُه، ونحن الآن في هذا العصر كَثُر سهرُنا فأصبحنا لا ننامُ إلا بعد منتصفِ الليلِ، وليتَ هذا في خيرٍ أو طلبِ علمٍ أو سهرٍ على جهادٍ أو على الأقلِّ في مباحٍ، بل أكثرُ سهرِنا في اللهوِ واللَّعبِ؛ فمِن ساهرٍ على لَعِبِ الوَرقِ، ومِن ساهرٍ عندَ التلفازِ، ومِن ساهر على لغوٍ وغيبةٍ إلى غيرِ ذلك، وهذا لو لم يكن به تضييع الفريضة فهو محرم، فكيف وهو يعطل أداءَك لفريضةِ صلاةِ الفجرِ؟!! بل إنَّ المباحَ إذا كان السهرُ عليه يعطِّلُك عن أداءِ الفريضةِ صار محرمًا.. لذا كره النبيُّ –صلى الله عليه وسلم- الحديثَ بعدَ صلاةِ العشاءِ.
فعن أبي برزةَ قال: "كان النبيُّ -صلى اللهُ عليه وسلم- يكرهُ النومَ قبلَ صلاةِ العشاءِ والحديثَ بعدَها". رواه البخاري، إلا طلب العلم وحديث الرجلِ مع أهلهِ (أي زوجه) والسفرِ، وهذه كلُّها مندوبةٌ ولكن بشرطِ أن لا تضيعَ عليك صلاةَ الفجرِ في وقتِها وإلا فهي محرمةٌ، واللهُ أعلم.
وكان عمرُ بنُ الخطابِ يضربُ الناسَ بالدِّرةِ بعدَ صلاةِ العشاءِ ويقول: (أسَمَرٌ أولَّ الليل ونومٌ آخرَه) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه.