أالنومُ أولَ الليلِ فإنَّ في ذلك عونًا كبيرًا على قيامِ الليلِ، أما من ينام نصفَ الليلِ أو بعدَ ذلك فإنه يشقُّ عليه القيامُ لأنه لم يستوفِ راحةَ جسدِه وحقَّه من النومِ، وحقُّ المرءِ من النومِ في اليومِ والليلةِ ثمان ساعاتٍ، دلَّ على ذلك حديثُ وصفِ صلاةِ داوودَ –عليه السلامُ-، فعن عبدِ اللهِ بنِ عمرِو بنِ العاصِ –رضي اللهُ عنهما- أنَّ رسولَ اللهِ –صلى اللهُ عليه وسلم- قال: (أحبُّ الصلاةِ إلى اللهِ صلاةُ داوودَ، وأحبُّ الصيامِ إلى اللهِ صيامُ داوودَ كان ينام نصفَ الليلِ ويقوم ثلثَه وينام سدسَه ويصوم يومًا ويفطر يومًا) متفق عليه.
ولو جمعنا السدسَ إلى النصفِ لكان الثلثين، والثلثان ثماني ساعاتٍ إذا كان الليلُ اثنتي عشرةَ ساعةً، ولما كان المؤمنُ يتأخرُ عن النومِ في أولِ الليلِ لأداءِ العشاءِ كانت القيلولةُ عوضًا له عما ينقصه من النومِ ليتمَّ له ثماني ساعاتٍ أو قريبًا منها، فإذا جاء ثلثُ الليلِ الآخرِ إذا هو يقظٌ نشيطٌ. وقد كان رسولُ اللهِ –صلى اللهُ عليه وسلم- يَقيلُ، وينام أولَ الليلِ، وقد ثبت ذلك عنه، روت عائشةُ –رضي اللهُ عنها-:" أنَّ النبيَّ–صلى اللهُ عليه وسلم- كان ينام أولَ الليلِ ويقوم آخرَه فيصلي". متفق عليه. وكان النبيُّ –صلى اللهُ عليه وسلم- يكرهُ الحديثَ بعدَ العشاءِ كما في البخاري.
ب ألا ينامَ على فراشٍ وثير، بل يكتفي باليسيرِ، وذلك لما رُوى أنَّ رسولَ اللهِ-صلى اللهُ عليه وسلم-، نام وقد ثُني فراشُه أربعَ ثنياتٍ وكان يثني اثنتين فلما أصبحَ وقد فاته القيامُ سأل: ماذا صنعتم به؟ فلما أخبروه قال: (ردُّوه كما كان) أخرجه الترمذي في الشمائل، وضعفه الألباني.
كذلك عليه أن لا يلتحفَ بأغطيةٍ كثيرةٍ لأنها تستدعيه إلى الدفءِ والكسلِ.