قَالَ: وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ، حَسَنُ الثِّيَابِ، طَيِّبُ الرِّيحِ، فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ، هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ. فَيَقُولُ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالْخَيْرِ. فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ. فَيَقُولُ: رَبِّ أَقِمْ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي) رواه أحمد (4/362) وصححه الألباني في "أحكام الجنائز" (156) .
هذه بعضُ عوائدِ وفوائدِ قيامِ الليل، إذا استحضرها العبدُ قبلَ نومِه عزمَ على القيامِ، وإن استحضرها عندَ إفاقتِه نشطَ عليه.
فصل
في الأسباب المعينة على قيام الليل
إنَّ اللهَ تعالى جعل لكلِّ شيءٍ سببًا، وقيامُ الليلِ له أسبابٌ تعين عليه، فمن أراد أن يقومَ فلا بدَّ أن يأخذَ بالأسبابِ التي تعينه وتمكِّنُه من القيامِ بعونِ اللهِ.
وسأذكرُ في هذه الرسالةِ جملةً من الأسبابِ بالدليلِ والبرهانِ قدرَ ما أستطيعُ، وأسألُ اللهَ أن ينفعَ بها من قرأها:
1- الاستعانةُ باللهِ تعالى: كما أنَّ جميعَ الأمورِ من عباداتٍ وأخلاقٍ وأمورِ معاشٍ تتطلبُ الاستعانةَ باللهِ سبحانه، فإنَّ قيامَ الليلِ من ألزمها، وذلك أنَّ صاحبَه ومريدَه يهمُّ به وهو مستيقظٌ فإذا نامَ تمكَّنَ الشيطانُ منه وعقد على قافيتِه بثلاثِ عقدٍ، فإذا كان العبدُ مستعينًا باللهِ، كان اللهُ له عونًا على عدوِّه إبليس فلا يجعلُ له سلطانًا عليه ما دام على ربِّه متوكلاً وبه مستعينًا، قال تعالى: (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [النحل:99]