المؤمنين يسجدون وتبقى ظهور المنافقين طبقا واحدا).
وتخريج معنى إتيان الله في هذا إياهم أنه يشهدهم رؤيته ليثبتوه، فتكون معرفتهم له في الآخرة عيانا، كما كان اعترافهم بربوبيته في الدنيا علما واستدلالا، ويكون طروء الرؤية بعد أن لم تكن بمنزلة إتيان الآتي من حيث لم يكونوا شاهدوه فيه قبل.
ويشبه أن يكون -والله أعلم- إنما حجبهم عن تحقيق الرؤية في الكَرَّة الأولى حتى قالوا: هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، من أجل من معهم من المنافقين الذين لا يستحقون الرؤيةن وهم عند ربهم محجوبون، فلما تميزوا عنهم ارتفع الحجب فقالوا عندما رأوه: أنت ربنا، وقد يحتمل أن يكون ذلك قول المنافقين دون المؤمنين، وهذا وإن لم يكن مذكورا في الحديث فالمعنى يرشد إليه والفحوى تدل عليه. وقد يستدل على المراد بسياق الكلام وبمقدماته وبفحواه، كما يستدل