(143) وَفِي حَدِيثه حَدِيث الدَّجَّال " مَعَه نهران يجريان فإمَّا أدركن وَاحِد مِنْكُم ".
(أ) قَالَ الشَّيْخ رَحمَه الله تَعَالَى: " إِمَّا " هَهُنَا مَكْسُورَة الْهمزَة؛ لِأَنَّهَا إِن الشّرطِيَّة زيدت عَلَيْهَا " مَا " وَهُوَ كَقَوْلِه تَعَالَى: {إِمَّا يبلغن عنْدك الْكبر أَحدهمَا أَو كِلَاهُمَا} .
(ب) وَأما قَوْله: " أدركن " بالنُّون فَهَكَذَا وَقع فِي هَذِه الرِّوَايَة، وَقد روى بطرِيق أخر " فَمن أدْرك ذَلِك " فَيدل هَذَا اللَّفْظ أَن أدْرك لَفظه لفظ الْمَاضِي، وَمَعْنَاهُ الْمُسْتَقْبل، والإشكال فِي إِلْحَاق النُّون لفظ الْمَاضِي، لِأَن حكمهَا أَن تلْحق بالمستقبل.
فَإِن كَانَت هَذِه الرِّوَايَة مَحْفُوظَة فوجهه أَنه لما أُرِيد بالماضي الْمُسْتَقْبل ألحق بِهِ نون التوكيد تَنْبِيها على أَصله.
فَلَا يجوز أَن تكون النُّون هُنَا ضمير جمَاعَة الْمُؤَنَّث لأمرين:
أَحدهمَا: أَنه لم يتَقَدَّم فِي الحَدِيث جمَاعَة مؤنث يرجع هَذَا الضَّمِير إِلَيْهِ.
وَالثَّانِي: أَنه رفع " مَا " بعده وَهُوَ قَوْله: " وَاحِد مِنْكُم " وَهَذَا مُفْرد مُذَكّر.
(ج) وَفِيه: " يَقْرَؤُهُ كل مُؤمن كَاتب وَغير كَاتب " يجوز جر كَاتب على الصّفة لمُؤْمِن وَيجوز رَفعه صفة لكل أَو بَدَلا مِنْهُ.
(144) وَفِيه حَدِيثه: أوصى أَهله أَن يحرقوه. قَالَ: " ... حَتَّى إِذا أكلت لحمى - يَعْنِي النَّار - وخلص إِلَى عظمي ".
قَالَ الشَّيْخ رَحمَه الله تَعَالَى: قَوْله خلص: بِغَيْر تَاء يحْتَمل وَجْهَيْن: