أَحدهمَا: هُوَ وَاقع الْمصدر كَقَوْلِه تَعَالَى: {لَا يضركم كيدهم شَيْئا} .
وَالثَّانِي: أَن يكون مَفْعُولا بِهِ.
فعلى هَذَا يكون قَوْله: " من أُجُورهم شَيْئا " فِيهِ وَجْهَان:
أَحدهمَا: يتَعَلَّق بمنتقص.
وَالثَّانِي: يكون صفة لشَيْء قدمت فَصَارَت حَالا.
(140) وَفِي حَدِيثه: " إِن حَوْضِي لأبعد من أَيْلَة من عدن ".
(أ) وَقع فِي هَذِه الرِّوَايَة من عدن وَهُوَ صَحِيح؛ لِأَن أبعد أفعل يحْتَاج إِلَى من، وَمن الأولى تتَعَلَّق بأبعد، وَمن عدن يتَعَلَّق بأيلة أَي: أبعد من أَيْلَة بعيدَة من عدن، فالجار وَالْمَجْرُور حَال من أَيْلَة.
(ب) وَقَوله فِيهِ أَيْضا: " لأحد غَيْركُمْ " يجوز جر غير على الصّفة لأحد وعَلى الْبَدَل مِنْهُ، ونصبه على الِاسْتِثْنَاء.
(141) وَفِي حَدِيثه: " من صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاء وَجه الله ختم لَهُ بهَا " إِنَّمَا أنث الضَّمِير؛ لِأَنَّهُ أَرَادَ الْعِبَادَة والخصلة الصَّالِحَة.
(142) وَفِي حَدِيثه: " عرضت على قبيل " " قلت: بلَى قبيل " تَصْغِير قبل. وَيُرَاد بِمثل هَذَا قرب الزَّمَان. وَهُوَ مَبْنِيّ على الضَّم كَمَا أَن مكبره كَذَلِك لقطعه عَن الْإِضَافَة، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى " {لله الْأَمر من قبل وَمن بعد}